هرم الصيام المتقطع
كيف يُمكن للصيام المتقطع أن ينفع الرجال والنساء
د. محمد الغزي - خبير التغذية المستدامة
4/15/20251 min read


تجدر الاشارة أنه لا توجد طريقة موحدة للصيام؛ إذ يعتمد طول فترة الصيام على اختيارك الشخصي. وإذا قررت تجربة الصيام، يُنصح أن تبدأ بخطوات تدريجية دون الإغراق المفاجئ لجسمك بحالة غريبة قد تسبب له صدمة.
يختلف شكل الصيام وتجربته من شخص لآخر. ولذلك، لا نوصي به لجميع المراجعين ؛ فرغم أن الصيام قد يحمل العديد من الفوائد لكلٍ من العقل والجسم، إلا أنه ليس الخيار الأمثل للجميع. وقد يؤدي التطبيق الخاطئ له إلى نتائج عكسية تمامًا عما تأمل في تحقيقه.
قبل أن تسأل عن المدة المثالية للصيام، يجب أولاً أن تحدد الهدف الذي تسعى لتحقيقه من خلال هذه الممارسة.
في عيادتنا، نوصي من لم يسبق لهم تجربة الصيام أن يبدأوا بصيام يمتد لـ 14 ساعة مرة واحدة خلال الأسبوع. ففي حالة انقطاع تناول الطعام والسعرات الحرارية، يبدأ الجسم بالاعتماد على مصادر بديلة للطاقة، مثل الجلوكوز المخزون داخله.
ومع نفاد مستويات الجلوكوز تدريجيًا، يُحدث الجسم تغييرًا في نظام الأيض، فيبدأ بحرق الأحماض الدهنية المخزنة لتحويلها إلى طاقة؛ وهو أمر يبشر بفوائد مذهلة.
ولكن هناك بعض النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار قبل الشروع في الصيام:
التوتر والصيام
إذا كنت تعاني من مستويات توتر مرتفعة، فإن الصيام قد لا يكون الخيار المناسب لك. فحتى مع الحفاظ على نشاط بدني منتظم ونظام غذائي متوازن، يمكن للتوتر الشديد – سواء كان بدنيًا أو عقليًا – أن يعرقل تحقيق النتائج الصحية المرجوة من الصيام.
في عيادتنا، نُولي اهتمامًا خاصًا للوظائف الكظرية قبل بدء الصيام. نُجري سلسلة من الاختبارات لتحديد المشاكل الكامنة مثل اضطرابات النوم، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والإرهاق، والقلق، وانخفاض كفاءة جهاز المناعة.
لمن يقومون بصيام مطول (24 ساعة فما فوق)
إذا كنت تمارس الصيام لفترات طويلة بشكل منتظم وترغب في الاستفادة القصوى من آليات الالتهام الذاتي، والشفاء العميق، وعملية إزالة السموم، فقد يكون نظام "Prolonged Fasting Mimicking Diet" خيارًا مناسبًا لك. فهذا النظام يتيح لجسمك جني ثمار الصيام المطول (خلال 5 أيام) دون التخلي تمامًا عن تناول الطعام. وما يجعله فريدًا هو أنه يعتمد على أبحاث علمية تمتد لعقود، شملت تجارب ما قبل السريرية والسريرية التي أُجريت في معهد طول العمر بجامعة جنوب كاليفورنيا ومعهد أبحاث السكري والسمنة، بدعم من معاهد السرطان الوطنية (NCI) والمعهد الوطني للشيخوخة (NIA) التابع للمعاهد الوطنية للصحة (NIH).
الصيام للنساء خلال الدورة الشهرية: ما الذي يجب معرفته
بالنسبة للنساء في سنوات الإنجاب، من الضروري تنظيم الصيام وفقًا لمراحل الدورة الشهرية. إذا كانت دورتك الطبيعية تتراوح بين 28 إلى 35 يومًا، فإن بدء نزيف الدورة يُعتبر اليوم الأول منها، وتتنوع الدورة إلى أربع مراحل رئيسية.
خلال الفترة الممتدة من اليوم الأول وحتى حوالي اليوم 10 إلى 12، يكون الجسم في طور بناء الإستروجين؛ وهذه فترة مثالية لجعل الجسم في حالة صيام أطول. في هذه المرحلة قد يكون من الأفضل تقليل عدد أيام الصيام أو تبني نمط صيام متقطع أقل حدة.
أما في الأسبوع الذي يسبق بدء الدورة، يحتاج الجسم إلى إنتاج هرمون البروجستيرون، ومن هنا تصبح الحاجة ماسة لتناول أطعمة تُعزز إنتاج الهرمونات وتجنب الدخول في حالة الكيتوسيس. فالجسم يحتاج إلى الدهون الصحية – مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات والبذور – بالإضافة إلى الألياف المتوفرة في الفواكه والخضروات، والبروتينات عالية الجودة مثل البيض والأسماك واللحوم.
من الضروري أن تعتني بجسمك دون إضافة ضغوط أخرى؛ إذ يمكن للصيام أن يُشكل عبئًا إضافيًا خصوصًا إذا ما صاحبته تمارين شديدة. فقد يكون من الحكمة تجنب الأنشطة الرياضية المكثفة مثل سباقات الماراثون أو تدريبات الكروس فيت، واللجوء بدلاً من ذلك إلى تمارين أخف كالتمشي السريع أو اليوغا.
من الجدير بالذكر أن الصيام المطول خلال هذه الفترة قد يؤدي أحيانًا إلى زيادة مستويات القلق وخلل في توازن الهرمونات، مما قد يسبب نزيفًا غير منتظم أو كثيفًا في حالة انخفاض مستويات البروجستيرون. إن كنتِ لم تقومي بذلك بعد، يُستحسن استخدام تطبيقات مثل Clue لمتابعة دورتك الشهرية، إذ أن معرفة تفاصيل دورتك يساعدك على التحكم بشكل أفضل في صحتك.
بهذا الشكل يمكنكِ تبني نظام الصيام بما يتماشى مع احتياجات جسمك ووضعك الصحي الخاص، مع ضمان تقليل المخاطر والاستفادة القصوى من فوائده المحتملة.


التغذية المستدامة
نقدم خدمات متخصصة في التغذية الصحية المستدامة.
تواصل معنا
للمراسلة
+964 786 079 9458
© 2025. All rights reserved.