الحقيقة وراء سكر الدم والتوتر والرغبة في الحلويات
«دكتور، لا أستطيع مقاومة السكر!» صدِّقني، لستَ وحدك – والرغبة الشديدة في الحلويات ليست دليلًا على ضعف الإرادة بقدر ما هي رسالة من جسمك.
بقلم د. محمد الغزّي – خبير التغذية المستدامة
4/22/20251 min read


في عيادتي للتغذية العلاجية أسمع هذه الجملة يوميًّا:
«دكتور، لا أستطيع مقاومة السكر!»
صدِّقني، لستَ وحدك – والرغبة الشديدة في الحلويات ليست دليلًا على ضعف الإرادة بقدر ما هي رسالة من جسمك.
لماذا نشتاق إلى السكر؟
1- تقلبات سكر الدم
تناول كربوهيدرات بسيطة يرفع الجلوكوز سريعًا، فيفرز الجسم الإنسولين، ومع الهبوط الحاد بعدها يطلب جسمك دفعة سريعة من الطاقة – غالبًا في شكل سكر.
2- نقص المغذيات
نقص المغنيسيوم أو الكروم أو الزنك قد يجعل دماغك يطالب بمصدر طاقة سريع، فتظهر الرغبة في الشوكولاتة أو الحلويات.
3- التوتر والعادات
الكورتيزول المرتفع مع السهر والضغوط اليومية يرفع شهيتك للأطعمة المريحة الغنية بالسكر والدهون.
هل هو إدمان أم مجرد عادة؟
السكر يطلق الدوبامين؛ لذلك يمنحك لحظة «سعادة» عابرة.
لكنه لا يعمل بنفس آلية المواد المخدِّرة؛ فالحديث عن إدمان بيولوجي خالص ما يزال محل نقاش علمي.
في معظم الحالات أشاهد في العيادة مزيجًا من اختلال سكر الدم + عادات متكررة + أكل عاطفي لا أكثر.
إشارات تنذرك باختلال سكر الدم
تعب مفاجئ بعد الوجبات
دوار أو «رجفة» خفيفة
جوع حاد خصوصًا للحلويات
تقلبات مزاجية بلا سبب واضح
إذا رافق هذه الأعراض عطشٌ شديد أو تبول متكرر، فاحجز موعد فحص شامل في أقرب وقت.
نقص الفيتامينات والمعادن والرغبة في السكر
مكمّلات قد تساعد – بعد الاستشارة الطبية
البربرين – يحسّن حساسية الإنسولين.
الكروم بيكولينات – يثبّت سكر الدم ويخفّف الرغبة في الحلويات.
إل‑جلوتامين – قد يقلّل الاشتهاء عبر دعم إشارات الدماغ.
جيمنيما سيلفستر – يقلّل إحساس الحلاوة على اللسان.
خمس خطوات بسيطة لترويض الرغبة في السكر
1- وازن وجباتك
اجمع البروتين + ألياف + دهون صحية في كل طبق.
2- لا تتخطَّ الوجبات
ثلاث وجبات رئيسية ووجبتان خفيفتان تبعدك عن «الانهيار» بعد الظهر.
3- اشرب الماء بانتظام
أحيانًا يختلط العطش بالجوع.
4- نمْ جيدًا وأدرِ التوتر
قلة النوم تخلخل هرمونات الجوع (( ليبتين وغريلين)).
5- اختر وجبات خفيفة ذكية
حفنة مكسرات، زبادي يوناني، بيض مسلوق، أو ثمر فواكه مع قشور.
بدائل حلوة، لكن ذكية 🍓
الأكل العاطفي: اكسر الحلقة
تعامل مع المحفّز: هل هو توتُّر؟ ملل؟ حاول المشي خمس دقائق أو ممارسة تنفس عميق.
مارس الاكل اليقظ ((الواعي)): اسأل نفسك قبل اللقمة: «هل أنا جائع حقًا أم أبحث عن راحة؟»
أنشطة ترفع الدوبامين طبيعيًّا: رياضة خفيفة، موسيقى تحبها، كتابة امتنان.
السكر المضاف… العدو الخفي
يختبئ في الصلصات، وحبوب الإفطار، وحتى «الزبادي الصحي». تعوَّد قراءة الملصق الغذائي وابحث عن أسماء مثل شراب الذرة أو مالتوديكسترين. كلما قلَّ السكر الخفي في نظامك، قلَّت الرغبة الجامحة.
كلمة أخيرة من العيادة
اشتهاء السكر ليس فشلًا شخصيًّا – بل رسالة تحتاج إلى فهم وإدارة. عندما تنظّم سكر دمك وتُشبع جسمك بالمغذّيات وتتعامل مع توترك، ستجد أن قوة السكر عليك تتضاءل.
في عيادة الدكتور محمد الغزي – خبير التغذية المستدامة نساعدك على تحقيق هذا التوازن بخطط غذائية مُفصَّلة ومتابعة شخصية. إذا كنت بحاجة إلى دعم مخصَّص، احجز استشارتك الآن ودَعنا نعيد لك السيطرة على تفضيلاتك الغذائية.
—
بقلم د. محمد الغزّي، اختصاص طب الأسرة والتغذية العلاجية






التغذية المستدامة
نقدم خدمات متخصصة في التغذية الصحية المستدامة.
تواصل معنا
للمراسلة
+964 786 079 9458
© 2025. All rights reserved.